الثقافةصفحات من تاريخ مصر

** محمية البرلس **

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم المهندس/ طارق بدراوى

تقع محمية البرلس في نطاق محافظــة كفـرالـشيخ بمصر في الجزء الشمالي من دلتا النيل بين فرعي دمياط ورشيد وتـشتمل المحميـــة علـــي بحـــيرة الـــبرلس بالكامـــل بما فيها مـن جزر بداخلها بالإضافة إلي البوغازالفاصل بين البحيرة والبحر المتوسطـ ويبلغ طول البحيرة حوالي 65 كـــم تقريبا ويتراوح عرضها مابين 6 إلى 17 كم أى بمتوسط عرض 11 كم وتبلغ مساحتها حوالي 460 كم مربع وبحيرة البرلس متوسطة الملوحة ومتصلة بالبحر المتوسط عن طريق فتحة طبيعية تسمى بوغاز البرلس يقع في أقصى الشمال الشرقي للبحيرة وتاريخيا كانت البحيرة أكبر مساحة ولكن نتيجة تجفيف وإستصلاح الأراضي للإستزراع تناقصت كثيرا مساحتها فى غضون النصف الثاني من القرن العشرين الماضي وفى خلال الفترة ما بين عام 1983م وعام 1991م فقدت مساحة تقدر بحوالي 8.6 كم مربع في كل عام أما عمق البحيرة فيتراوح ما بين 42 سم إلى 207 سم وتقدر المساحة الحالية للبحيرة بحوالي 410 كم مربع منها 370 كم مربع مياه مفتوحة وهي تبعد عن القاهرة حوالي 300 كم ويتم الوصول إليها عن طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي حتي مدينة طنطا ثم عن طريق طنطا كفر الشيخ إلي منطقة البرلس أما من الإسكندرية فيتم الوصول إليها عن طريق الطريق الدولي الساحلي وتبعد عنها بمسافة حوالي 100 كم كما أنها تبعد عن ميناء دمياط البحرى مسافة قدرها حوالي 40 كم ….
وكان الغرض من إعلان المحمية سببه الأساسي أهميـــة الـــبحيرة كموقـــع فريـــد لتكاثر الطيور المائية سواء علي المـــستوي المـــصري أو علي المــستوي العــالمي كمــا أنهــا تمثــل أحــد المــسالك الرئيــسية لهجــرة الطيــور في العــالم خاصــة مــن شــرق أوروبــا وشمــال غــرب آســيا إلي وســط وجنــوب أفريقيــا وتعتــبرمنطقــة الــبرلس مــن أغــني منــاطق مصرفي تنوع الطيور بها حيث يتواجد بها أكثــرمــن 700 نــوع معــروف حتــى الآن منها 11 نوع مـــستوطن في مصر وعدد 7 أنـــواع مهـــددة بالإنقراض عالميـا وجدير بالذكر أن بحيرة البرلس هـــي ثـــاني أكـــبرالبحيرات الشمالية في مصر بعد بحيرة المنزلة من حيث الحجم والمساحة وإنتاجية الثروة السمكية …..

31abbe87-2224-4f91-9b74-fa89b7dd3def
صورة بانورامية لجانب من بحيرة البرلس

587
أنواع عديدة من الأسماك يتم صيدها من بحيرة البرلس

ومما يؤسف له أنه توجد مجموعة من التهديدات التي تهدد المحمية وتؤثر عليها سلبيا أهمها عــدم وجـود إدارة متكاملة للتخلص مــن القمامة حيث يتم إلقاء القمامة على شواطئء البحيرة وخصوصا من الناحية الشرقية والجنوبية وعدم وجود إدارة أيضا للتخلص من مخلفـات الـصرف الـصحي للتجمعــات الــسكنية التــى تقــع فى نطـاق المحمية مما يؤدى إلي حدوث تلوث بالـبحيرة نتيجة إلقاء مياه الصرف الصحي بها إلي جانب مياه الـصرف الزراعـي المحملة بالمبيـدات والكيماويات بها حيث يصب في هذه البحيرة أكثرمن 6 مصارف للصرف الزراعي بالإضافة إلي صرف المزارع السمكية المنتشرة جنوب البحيرة وأيضا تتعرض البحيرة إلي تجفيـف بعض الأجـزاء الـشاطئية منها والتي تقع علي جوانبها بهدف البناء أو الزراعة أو الرعى وإسـتغلالها كمزارع سمكيـة تؤجر للأهالي مما أدى إلي تناقص مساحة البحيرة بشكل خطير كما يؤدى إنتـشارالبوص والبردى وما يـصاحب ذلــك مــن ترسبات تؤدى إلي تعليــة قاع البحيرة الأمر الذي يؤدى إلى تجفيـف أجزاء منها وإلتحام الجـزر ببعـضها حيـث يغطى البوص حوالي 20 % مــن مساحة البحيرة ولجوء بعـض الـصيادين إلى إسـتخدام بعض وسائل الصيد الممنوعة قانونا بالإضافة إلى صيد الزريعة والإطماء المستمر لبوغاز البرلس الأمر الذى قد يؤدى إلى إنسداده مـسببا إنخفاض ملوحة البحيرة الشيء الذي يؤثر بالسلب على التوازن البيئي وأخيرا إنتشار نبات ورد النيل بالبحيرة نتيجة دخوله من مصارف الصرف الزراعي إليها وتبذل إدارة المحمية جهودا جبارة من أجل إحتواء التهديدات والتأثيرات السلبية علي البحيرة بالحرص علي تطهير البوغاز بصفة مستمرة والسعي إلي إنشاء محمطة معالجة لمياه الصرف بأنواعها وإعادة إستخدامها مرة أخرى وتطهير البحيرة من البوص والبردى بإستمرار والتعاون مع شرطة المسطحات المائية من أجل تطبيق وإنفاذ القانون بصرامة ومنع أعمال الصيد الغير قانونية وعمليات تجفيف الأراضي الواقعة علي جوانب البحيرة …..
ومن الناحية الجيولوجية فإن جميع الدراســات الجيولوجيــة القديمــة تشير إلي أن منطقــة الــبرلس كانــت أقــل جفافـا مــن عــصرنا الحـــالي وكـــان شـــاطيء منطقـــة شمال الـــدلتا يتكـــون أساســـا مـــن طمي وتـــزداد فيـــه المـــستنقعات والمنخفــــضات في موســــم الفيضان وكانــــت هــــذه المنخفــــضات تمتلـىء بالميــــاه العذبــــة مكونـــة سلـــسلة مـــن الـــبحيرات الـــصغيرة والأراضـــي الرطبـــة وكانـــت هـــذه المـــستنقعات مليئــة بــالمواد العــضوية والرســوبيات الناتجــة مــن تحلــل بقايــا النباتــات لــذلك كانــت معظــم هــذه الميــاه عديمــة الأوكــسجين كمــا كانــت مليئــة بأصــداف بعــض الرخويــات ذات المــصراعين خاصــــة نــــوع كــــارديوم أمــــا المنطقــــة الــــساحلية فتكــــون فيهــــا شــــاطئ رملــــي نتيجــــة الرســـوبيات الـــتي كانـــت تنقلـــها أمـــواج البحـــرالمتوســـط والـــصخورالأساســـية في منطقـــة الـــبرلس تتكـــون مـــن الحجـــرالرملـــي وقـــاع الـــبحيرة معظمـــه رملـــي ماعـــدا البوغـــازالذى يصلها بالبحر والـــذي يخــتلط فيــه الرمــل مــع بعــض الطمــي ومنطقــة الــشريط الــساحلي في حالــة ديناميكيــة مــتغيرة دائمـــا نظرا لعمليـــات النحـــر وقد إزداد تآكـــل الحـــاجزالـــساحل كــثيرا بين عـــام 1983م وعام 1985م ومــــازال مــــستمرا حــــتي الآن في الجــــزء الــــشرقي ويوجــــد حــــوالي 30 جزيــــرة داخـــل الـــبحيرة مغطـــاة بكميـــات كثيفـــة مـــن النباتـــات وهـــي تقـــسم الـــبحيرة إلي ثـــلاث قطاعــــات الــــشرقي والأوســــط والغربــــي ويتميــــز كــــل قطــــاع بتجانــــسه في الــــصفات الجيومورفولوجية والكيميائية والبيولوجية …..

%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d8%b1
طائر بط الشرشير أحد الطيور المهاجرة التي تمر بمحمية البرلس

%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%85%d8%b1%d9%89
طائر القمرى من الطيور المهاجرة التي تمر بمحمية البرلس

ومن حيث الحياة النباتية بالمحمية فإن محميـــة البرلس تعتبر من أغـــني المنـــاطق في تنـــوع أنـــواع النباتـــات وأيـــضا في عـــشائرالنباتـــات المتميــزة لأنــواع البيئــات المختلفــة وقد تم تــسجيل عدد 388 نــوع منــها عدد 197 نــوع مــن النباتــات الزهريــة منها عدد 97 معمـــرة وعدد 100 حوليـــة وعدد 11 نبـــات مـــائي ونـــوع واحـــد مـــن السرخـــسيات المائيـــة هو الأزولا وتـــسود الحـــشائش أنـــواع النباتـــات عمومـــا في المحميـــة ممثلـــة بحـــوالي 35 نـــوع مـــن أعـــداد النباتـــات الكليــة وقــد تم تــسجيل عدد 7 نباتــات مــن الأنــواع الدخيلــة علــي بيئــة مــصر وهــي ورد النيــل وقــصب المــاء والأســتر والكوخيــا والأيبوميــا والأزولا والباســبالم أمــا النباتــات الزهريــة المائيـــة فهـــي 11 نوع بالإضـــافة إلي ســـرخس مـــائي واحـــد وتم تـــسجيل حـــوالي 191 نـــوع مـــن الهائمـــات النباتيـــة منـــها 52 نـــوع مـــن الطحالـــب الخـــضراء و31 نـــوع مـــن الطحالـــب الخـــضراء المزرقـــة بالإضـــافة إلي عدد 108 نـــوع مـــن الـــدياتومات أو العـــصويات وتم تســـجيل 3 أنـــواع متوطنـــة هـــي الرطريط الأبيض وينتـــشر في أمــاكن كــثيرة بالمحميــة والخــردل الــبري وهــونبــات حولي موجود فقط في جزيرة الكوم الأخضر بالبحيرة والجعضيض كما تنتشر بالمحمية أشجار النخيل والزيتون والتين والجوافة …..
ومن حيث الحياة الحيوانية بالمحمية فقد تم تـــسجيل 332 نـــوع منـــها 48 نوع مـــن الهائمـــات الحيوانيـــة في بحـــيرة الـــبرلس تمثـــل الـــثلاث مجموعـــات الرئيـــسية للـــهائمات وهـــي العجليـــات 34 نوع ومجدافيـــة الأرجـــل 7 أنـــواع وخيـــشومية الأرجـــل 7 أنـــواع بينما 10 أنـــواع مـــن الهائمـــات البحريـــة قـــد إختفـــت تمامـــا بينمـــا ظهـــر 18 نـــوع مـــن هائمـــات الميـــاه العذبـــة لم تـــسجل مـــن قبـــل في الـــبحيرة وأيضا قد تم تـــسجيل 33 نـــوع مـــن كائنـــات القـــاع تنتمـــي إلي ثـــلاث مجـــاميع رئيـــسية هي مفـــصليات الأرجـــل والديـــدان الحلقيـــة ورخويــات الميــاه العذبــة أمــا الأنــواع البحريــة والــتي كانت قد ســجلت خــلال الثمانينـيـات فقد كانت 8 أنــواع فقــد إختفــت تمامــا خــلال الــسنوات القليلــة الأخــيرة ولم يبــق إلا أصــداف بعــض الرخويــات البحريــة وقد تم أيضا تــسجيل عدد 23 نــوع مــن العقــارب والعناكــب إلي جانب 94 نــوع مــن الحــشرات وحـــوالي 33 نـــوع مـــن الأسمـــاك و22 نـــوع مـــن البرمائيـــات والزواحـــف وحوالي 93 نوع من الطيور وتم التعرف علي حوالي 14 نوع من الثدييات …..

%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b1%d8%af%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%89
نبات الخردل البرى بمحمية البرلس

%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%ad%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b6%d8%b1%d8%a7%d8%a1
الطحالب الخضراء بمحمية البرلس

ومن الناحية الإجتماعية فإنه يوجــد حــوالى عدد 63 تجمــع ســكنى بنطــاق المحميــة ويبلــغ عــدد ســكان هــذه التجمعــات حــوالى 400 ألف نسمة وتعتبر بحــيرة الــبرلس هي المــصدر الأساســي لمعيــشة سكان تلك التجمعات إلي جانب عــدد كــبير مــن الأفــراد في محافظـــة كفـــر الـــشيخ بوجه عام فمعظـــم الأنـــشطة الإنسانية في المنطقـــة تعتمـــد إلي حـــد كـــبير بطريقــــة مباشــــرة أو غــــير مباشــــرة علــــي الــــبحيرة هــــذا بالإضــــافة إلي أن زيــــادة معــــدل النمــــو الـــسكاني في بعـــض القـــري والمـــدن مثـــل بلطـــيم قد أدى إلي زيـــادة معدل اسـتنزاف المــصادر الطبيعيـــة في الـــبحيرة وفي الوقت نفسه تعتـــبر إنتاجيـــة الأراضـــي المستـــصلحة في منطقـــة الـــبرلس وهي فــــى مراحــــل الاستــــصلاح الأولى منخفــــضة نــــسبيا وذلــــك لزيــــادة ملوحــــة التربــــة وإنخفــــاض العناصر الغذائية بها وعدم وجود مياه الري بوفرة وبــصفة عامــة تــوفر المحميــة العديــد مــن فــرص العمــل لعــدد كــبير مــن الــسكان المحلــيين فــى مجالات الصيد والزراعة والرعي وإستخراج الملح كما تعتــبر محميــة الــبرلس مقــصد دائــم للعديــد مــن الجهــات العلميــة والبحثيــة فــي مجــالات رصــد الطيـــور والميـــاه كمـــا تعتـــبر مـــزار هـــام لعـــدد كـــبير مـــن طـــلاب المـــدارس والجامعـــات المختلفــة علــى مــستوي الجمهوريــة إلي جانب أن إدارة المحميــة تنظم بــصورة دوريــة العديــد مــن النــدوات والمحاضرات واللقاءات مع السكان المحليين والجمعيات الأهلية العاملة في مجال صيد الأسماك ……

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى